قوله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧٥) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما حصر المؤمنين حقاً في الموصوفين، بين أن من ترك ما هو عليه من لزوم دار الكفر والقعود عن الجهاد، لحق بمطلق درجتهم وإن كانوا فيها أعلى منه فقال ذاكراً القسم الرابع :﴿والذين آمنوا﴾ ولما كانوا قد تأخروا عن دعوة النبي ـ ﷺ ـ مدة، أدخل الجار فقال :﴿من بعد﴾ أي من بعد تأخر إيمانهم عن السابقين ﴿وهاجروا﴾ أي لاحقين للسابقين، وعن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ أنهم من هاجر بعد الحديبية، قال : وهي الهجرة الثانية ﴿وجاهدوا معكم﴾ أي من تجاهدونه من حزب الشيطان ﴿فأولئك منكم﴾ أي لهم ما لكم وعليهم ما عليكم من المواريث والمغانم وغيرها، لأن الوصف الجامع هو المدار للأحكام وإن تأخرت رتبتهم عنكم كما أفهمته أداة البعد.