قوله تعالى ﴿ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (٩٦) ﴾
" فصل "
قال البقاعى :
المرتبة الثالثة الحلف للرضى عنهم فقال :﴿يحلفون لكم﴾ أي مجتهدين في الحلف بمن تقدم أنهم يحلفون به وهو الله ﴿لترضوا عنهم﴾ خوفاً من غائلة غضبكم ﴿فإن ترضوا عنهم﴾ أي لمجرد أيمانهم المبني على عدم إيمانهم ﴿فإن الله﴾ أي الذي له الغنى المطلق ﴿لا يرضى﴾ عنهم، هكذا كان الأصل ولكنه قال :﴿عن القوم الفاسقين﴾ إشارة إلى تعليق الحكم بالوصف وتعميماً لكل من اتصف بذلك، والمعنى أنه لا ينفعهم رضاكم وتكونون به مخالفين الله، فهو في الحقيقة نهي للمؤمنين عن الرضى عنهم، أبرز في هذا الأسلوب العجيب المرقص، وفي ذلك رد على من يتوهم أن رضى المؤمنين لو رضوا عنهم يقتضي رضى الله، فإن ذلك رد نزعة مما يفعل الأحبار والرهبان في رضاهم وغضبهم وتحليلهم وتحريمهم الذي يعتقد أتباعهم أنه عن الله تعالى. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٣٧٧﴾


الصفحة التالية