قوله تعالى ﴿ الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (١) ﴾
" فصل "
قال البقاعى :
بسم الله ( أي الذي لا أمر لأحد سواه فلا كلام يشبه كلامه فلا كفوء له ( الرحمن ) الذي عم بكلامه جميع خلقه فأوضح البيان ( الرحيم ) الذي أتم لمطيعهم نعمة الامتنان )
﴿الر﴾ فخم الراء ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم، وأمالها ورش عن نافع بين بين، والباقون بالإمالة المحضة، والأصل في ذلك الفتح، وكذا ما كان من أمثالها مما ألفاتها ليست منقلبة عن ياء نحو ما ولا، وإمالتها للتنبيه على أنها أسماء للحروف وليست حروفاً - نقل ذلك عن الواحدي.
لما قدم في أول الأعراف الحث على إبلاغ النصيحة بهذا الكتاب وفرغ مما اقتضاه السياق من التحذير من مثل وقائع الأولين ومصارع الماضين ومما استتبع ذلك من توصيل القول قي ترجمة هذا النبي الكريم مع قومه في أول أمره وأثنائه وآخر في سورتي الأنفال وبراءة، وختم ذلك بأن سور الكتاب تزيد كل أحد مما هو ملائم له متهيىء لقبوله وتبعده عما هو منافر له بعيد من قبول ملاءمته.
وأن الرسول ـ ﷺ ـ بذلك قد حوى من الأوصاف والحلي والأخلاق العلى ما يوجب الإقبال عليه والإسراع إليه.