قوله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (٧) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان الغرور أكثر، بدأ به تنفيراً عن حاله، لأن درء المفاسد أولى من جلب المصالح، فقال مؤكداً لأجل إنكارهم :﴿إن الذين﴾ ولما كان الخوف والرجاء معدن السعادة، وكان الرجاء أقرب إلى الحث على الإقبال، قال مصرحاً بالرجاء ملوحاً إلى الخوف :﴿لا يرجون لقاءنا﴾ بالبعث بعد الموت ولا يخافون ما لنا من العظمة ﴿ورضوا﴾ أي عوضاً عن الاخرة ﴿بالحياة الدنيا﴾ أي فعملوا لها عمل المقيم فيها مع ما اشتملت عليه مما يدل على حقارتها ﴿واطمأنوا﴾ إليها مع الرضى ﴿بها﴾ طمأنينة من لا يزعج عنها مع ما يشاهدونه مع سرعة زوالها ﴿والذين هم﴾ أي خاصة ﴿عن آياتنا﴾ أي على ما لها من العظمة لا عن غيرها من الأحوال الدنيّة الفانية ﴿غافلون﴾ أي غريقون في الغفلة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٤١٩﴾


الصفحة التالية
Icon