قوله تعالى ﴿ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨) ﴾
" فصل "
قال البقاعى :
وتضمن قوله تعالى استئنافاً :﴿أولئك﴾ أي البعداء البغضاء ﴿مأواهم النار بما﴾ أي بسبب ما ﴿كانوا﴾ أي جبلة وطبعاً ﴿يكسبون﴾ فإن كسبهم كله ضلال - أنه لا يعاجلهم بالعقاب على تأخير المتاب، وجعلت ملاقاة ما لا يقدر إلا الله ملاقاة الله تفخيماً لشأنها كما جعل إتيان جلائل آيات الله في قوله :
﴿إلا أن يأتيهم الله في ظِلل من الغمام﴾ [ البقرة : ٢١٠ ] ونحوه، والاطمئنان : الركون إلى الشيء على تمكن فيه، فهؤلاء مكنوا الأحوال للدنيا فصار فرحهم وسخطهم لها ؛ والغفلة : ذهاب المعنى عن القلب بما يضاد حضوره إياه، واليقظة نقيضها. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٤١٩ ـ ٤٢٠﴾


الصفحة التالية
Icon