قوله تعالى ﴿ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٣٢) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ثم علل إنكار عدم تقواهم بقوله :﴿فذلكم﴾ أي العظيم الشأن ﴿الله﴾ أي الذي له الجلال والإكرام، فكانت هذه قدرته وأفعاله ﴿ربكم﴾ أي الموجد لكم المدبر لأموركم الذي لا إحسان عندكم لغيره ﴿الحق﴾ أي الثابته ربوبيته ثباتاً لا ريب فيه لاجتماع الصفات الماضية له لا لغيره لأنه لا تكون الربوبية حقيقة لمن لم تجتمع له تلك الصفات ﴿فما﴾ أي فتسبب عن ذلك أن يقال لكم :﴿ ماذا بعد الحق﴾ أي الذي له أكمل الثبات ﴿إلاّ الضلال﴾ فإنه لا واسطة بينهما - بما أنبأ عنه إسقاط الجار، ولا يعدل عاقل عن الحق إلى الضلال فانّى تصرفون أنتم عن الحق إلى الضلال ؛ ولذلك سبب عنه قوله :﴿فأنى﴾ أي فكيف ومن أيّ جهة ﴿تصرفون﴾ أي أنتم من صارف ما كائناً ما كان، عن الحق إلى الضلال. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٤٣٩﴾


الصفحة التالية
Icon