قوله تعالى ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (٤٠) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما ذكر سبحانه تكذيبهم، كان ذلك ربما أيأس من إذعانهم وتصديقهم، وآذن باستئصالهم لتكمل المشابهة للأولين، وكان ـ ﷺ ـ شديد الشفقة عليهم والحرص على إيمانهم، فأتبعه تعالى بقوله بياناً لأن علمه بانقسامهم أوجب عدم استئصالهم عاطفاً على ﴿كذبوا﴾ :﴿ومنهم﴾ أي قومك ﴿من يؤمن به﴾ أي في المستقبل ﴿ومنهم من لا يؤمن به﴾ أي القرآن أصلاً ولو رأى كل آية ﴿وربك﴾ أي المحسن إليك بالرفق بأمتك ﴿أعلم بالمفسدين﴾ أي الذين هم عريقون في الإفساد فسيعاملهم بما يشفي صدرك. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٤٤٦﴾