قوله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٤) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان التقدير : إذا علمت ذلك فخفف عنك بعض ما أنت فيه، فإنك لا تقدر على إسماعهم ولا هدايتهم لأن الله تعالى أراد ما هم عليه منهم لاستحقاقهم ذلك لظلمهم أنفسهم، علله بقوله :﴿إن الله﴾ أي المحيط بجميع الكمال ﴿لا يظلم الناس شيئاً﴾ وإن كان هو الذي جبلهم على الشر ﴿ولكن الناس﴾ أي لما عندهم من شدة الاضطراب والتقلب ﴿أنفسهم﴾ أي خاصة ﴿يظلمون﴾ بحملهم لها على الشر وصرف قواهم فيه باختيارهم مع زجرهم عن ذلك وحجبهم عما جبلوا عليه وإن كان الكل بيده سبحانه ولا يكون إلا بخلقه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٤٤٨﴾
وقال السمرقندى :
﴿ إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ الناس شَيْئًا ﴾
يقول : لا ينقص من أجور الناس شيئاً ولا يحمل عليهم من أوزار غيرهم، ﴿ ولكن الناس أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾، يعني : يضرون أنفسهم بتركهم الحق.
قرأ حمزة والكسائي ﴿ ولكن الناس ﴾ بكسر النون مع التخفيف وضمّ السين، وقرأ الباقون ﴿ ولكن الناس ﴾ بالنصب والتشديد ونصب السين. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon