ولما تقرر أنه لا شيء خارج عن ملكه، وأنه تام القدرة لأنه لا منجي من عذابه، شامل العلم لقضائه بالعدل، صادق الوعد لأنه لا حامل له على غيره، وثبت تفرده بأنه يحي ويميت ؛ ثبت أنه قادر على الإعادة كما قدر على الابتداء، فثبت أنه لا يكون الرد إلا إليه فنبه على ذلك بقوله :﴿هو﴾ أي وحده ﴿يحيي﴾ أي كما أنتم به مقرون ﴿ويميت﴾ كما أنتم له مشاهدون ﴿وإليه﴾ أي لا إلى غيره ﴿ترجعون﴾ لأنه وعد بذلك في قوله :﴿إليه مرجعكم جميعاً وعد الله حقاً﴾ [ يونس : ٤ ] وفي قوله :﴿فإلينا مرجعهم﴾ [ يونس : ٤٦ ] وفي قوله ﴿إي وربي إنه لحق﴾ [ يونس : ٥٣ ] وغير ذلك ولا مانع له منه ؛ والحياة معنى يوجب صحة العلم والقدرة ويضاد الموت، وهو يحل سائر أجزاء الحيوان فيكون بجميعه حياً واحداً، والحي هو الذي يصح أن يكون قادراً، والقادر هو الذي يصح أن يذم ويحمد بما فعل، والموت معنى يضاد الحياة على البنية الحيوانية، وليس كذلك الجمادية. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٤٥٤ ـ ٤٥٥﴾