قوله تعالى ﴿ فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (١٠٢) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٣) ﴾
" فصل "
قال البقاعى :
﴿فهل ينتظرون﴾ أي بجميع قواهم في تكذيبهم للرسول وتخلفهم عن الإيمان ﴿إلا﴾ أي أياماً أي وقائع ﴿مثل أيام﴾ أي وقائع ﴿الذين خلوا﴾ ولما كان أهل الأيام الهائلة بعض من كان قبل، أتى بالجار فقال :﴿من قبلهم﴾ أي من مكذبي الأمم وهم القبط وقوم نوح ومن طوي بينهما من الأمم، أي من حقوق الكلمة عليهم فنحل بهم بأسنا ثم ننجيكم لإيمانكم كما كنا نحل بأولئك إذا كذبوا رسلنا، ثم ننجي الرسل ومن آمن بهم حقاً علينا ذلك للعدل بين العباد.
ولما تقدمت الإشارة إلى أن الكلمة حقت على الكافرين بعدم الإيمان والرجس الذي هو العقاب، زاد في تهديدهم بالاعتراض بما سببه عن فعلهم فعل من ينتظر العذاب بقوله :﴿قل فانتظروا﴾ أي بجميع جهدكم ما ترونه واقعاً بكم بسبب ما تقرر عندكم مما كان يقع بالماضين في أيام الله، وزاد التحذير استئنافه قوله مؤكداً لما لهم من التكذيب :﴿إني﴾ وأعلمهم بالنصفة بقوله :﴿معكم من المنتظرين ﴾.


الصفحة التالية
Icon