قوله تعالى ﴿ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (٣٢) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٣٣) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٤) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
فكأنه قيل : فما قالت لهن امرأة العزيز؟ فقيل :﴿قالت فذلكن﴾ أي الفتى العالي الرتبة جداً ﴿الذي لمتنني فيه ﴾.
ولما علمت أنهن عذرنها، قالت مؤكدة استلذاذاً بالتهتك في حبه :﴿ولقد﴾ أي أقول هذا والحال أني والله لقد تحقق أني ﴿راودته عن نفسه﴾ أي لأصل إليه بما أريد ﴿فاستعصم﴾ أي فأوجد العصمة والامتناع عليّ فاشتد اعتصامه، وما أنا براجعة عنه ؛ ثم توعدته وهو يسمع لِيَلين، فقالت لهن مؤكدة لأن حال حبها يوجب الإنكار لأن تفعل ما يؤذي المحبوب :﴿ولئن لم يفعل﴾ أي هذا الفتى الذي قام عذرى عندكن فيه ﴿ما أمره﴾ أي أمري ﴿ليسجنن﴾ أي ليمنعن من التصرف بالحبس بأيسر سعي مني.


الصفحة التالية
Icon