قوله تعالى ﴿ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (٩٥) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (٩٧) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان هذا غير صريح في أن هذا الرجوع بعد الموت، بينه بقوله :﴿وحرام﴾ أي وممنوع ومحجور ﴿على قرية﴾ أي أهلها ﴿أهلكناها﴾ أي بالموت بعظمتنا ﴿أنهم لا يرجعون﴾ أي إلينا بأن يذهبوا تحت التراب باطلاً من غير إحساس، بل إلينا بموتهم رجعوا فحبسناهم في البرزخ منعمين أو معذبين نعيماً وعذاباً دون النعيم والعذاب الأكبر، ولقد دل على قدرته قوله :﴿حتى إذا فتحت﴾ بفتح السد الذي تقدم وصفنا له، وأن فتحه لا بد منه وقراءة ابن عامر بالتشديد تدل على كثرة التفتيح أو على كثرة الخارجين من الفتح وإن كان فرحة واحدة كما أشار إطلاق قراءة الجماعة بالتخفيف ﴿يأجوج ومأجوج﴾ فخرجوا على الناس ؛ وعبر عن كثرتهم التي لا يعلمها إلا هو سبحانه بقوله :﴿وهم﴾ أي والحال أنهم ﴿من كل حدب﴾ أي نشز عال من الأرض ﴿ينسلون﴾ أي يسرعون، من النسلان وهو تقارب الخطا مع السرعة كمشي الذئب، وفي العبارة إيماء إلى أن الأرض كرية ﴿واقترب الوعد الحق﴾ وهو حشر الأموات الذي يطابقه الواقع، إذا وجد قرباً عظيماً، كأن الوعد طالب له ومجتهد فيه.


الصفحة التالية
Icon