قوله تعالى ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (١٠٥) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (١٠٦) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٨) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما ذكر صدقه في الوعد وسهولة الأفعال عليه، وكان من محط كثير مما مضى أن من فعل ما لا يرضي الله غيّر عليه، كائناً من كان، ومن فعل ما أمره به نصره وأيده ولو بعد حين، كما أشير إليه بقوله تعالى ﴿قل ربي يعلم القول في السماء والأرض﴾ وما بعده من أشكاله، حتى ختم بقوله ﴿أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها﴾ الآية، قال تعالى عاطفاً على ﴿لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم﴾ وما عطف عليه من أشباهه مذكراً بما وعد على لسان داود عليه السلام :﴿ولقد كتبنا﴾ أي على عظمتنا التي نفوذها محقق لا تخلف له أصلاً ﴿في الزبور﴾ أي الذي أنزلناه على داود عليه السلام.


الصفحة التالية
Icon