قوله تعالى ﴿ وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٥) وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (٧٦) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٧) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما وصفوا بالميل، وكان ربما قال قائل : إن جؤارهم المذكور آنفاً سلوك في الصراط، بين أنه لا اعتداد به لعروضه فقال :﴿ولو رحمناهم﴾ أي عاملناهم معاملة المرحوم في إزالة ضرره وهو معنى ﴿وكشفنا﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿ما بهم من ضر﴾ وهو الذي عرض جؤارهم بسببه ﴿لَلَجّوا﴾ أي تمادوا تمادياً عظيماً ﴿في ظغيانهم﴾ الذي كانوا عليه قبل الجؤار وهو إفراطهم في منابذة الحق والاستقامة ﴿يعمهون﴾ أي يفعلون من التحير والتردد فعل من لا بصيرة له في السير المنحرف عن القصد، والجائر عن الاستقامة، قال ابن كثير : فهذا من باب علمه بما لا يكون لو كان كيف كان يكون، قال الضحاك عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ : كل ما فيه " لو " فهو مما لا يكون أبداً.


الصفحة التالية
Icon