قوله تعالى ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (٣٣) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (٣٤) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (٣٥) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان كأنه قيل : ما فعل بعد رؤية هذه الخوارق؟ قيل : ثبت، علماً منه بصعوبة المقام وخطر الأمر، فاشترط لنفسه حتى رضي، وتلك كانت عادته ثباتاً وحزماً، وحلماً وعلماً، ألا ترى إلى ما فعل معنا عليه السلام والتحية والإكرام من الخير ليلة الإسراء في السؤال في تخفيف الصلاة، ولذلك كله ﴿قال رب﴾ أي أيها المحسن إليّ ﴿إني﴾ أكده لأن إرسال الله سبحانه له فعل من لا يعتبر أن لهم عليه ترة، فذكر ذلك ليعلم وجه عدم اعتباره ﴿قتلت منهم﴾ أي آل فرعون ﴿نفساً﴾ وأنت تعلم ما خرجت إلا هارباً منهم من أجلها ﴿فأخاف﴾ إن باديتهم، بمثل ذلك ﴿أن يقتلون﴾ لذنبي إليهم ووحدتي وغربتي وثقل لساني في إقامة الحجج.


الصفحة التالية
Icon