قوله تعالى ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (٢) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (٣) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (٤) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (٥) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
( بسم الله ) الذي له العظمة البالغة والحكمة الباهرة ) الرحمنْ ( الذي له الفيض الأعلى والنعم الظاهرة ( الرحيم ) الذي اصطفى أولياء فأصلح بواطن نعمهم حتى عادت ظاهرة طاهرة.
لما ختمت " سبح " بالحث على تطهير النفوس عن وضر الدنيا، ورغب في ذلك بخيرية الآخرة تارة والاقتداء بأولي العزم من الأنبياء أخرى، رهب أول هذه من الإعراض عن ذلك مرة، ومن التزكي بغير منهاج الرسل أخرى، فقال تعالى مذكراً بالآخرة التي حث عليها آخر تلك مقرراً لأشرف خلقه ـ ﷺ ـ لأن ذلك أعظم في تقدير اتباعه وأقعد في تحريك النفوس إلى تلقي الخبر بالقبول :﴿هل أتاك﴾ أي جاءك وكان لك وواجهك على وجه الوضوح يا أعظم خلقنا ﴿حديث الغاشية﴾ أي القيامة التي تغشي الناس بدواهيها وشدائدها العظمى وزواجرها ونواهيها، فإن الغشي لا يكون إلا فيما يكره.


الصفحة التالية
Icon