البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٥٤٦
سورة قريش
[سورة قريش (١٠٦) : الآيات ١ إلى ٤]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)قريش : علم اسم قبيلة، وهم بنو النضر بن كنانة، فمن كان من بني النضر فهو من قريش دون بني كنانة. وقيل : هم بنو فهر بن مالك بن النضر، فمن لم يلده فهر فليس بقرشي. قال القرطبي : والقول الأول أصح وأثبت، وسموا بذلك لتجمعهم بعد التفرق، والتقريش : التجمع والالئتام، ومنه قول الشاعر :
إخوة قرشوا الذنوب علينا في حديث من دهرهم وقديم
كانوا متفرقين في غير الحرم، فجمعهم قصي بن كلاب في الحرم حتى اتخذوه مسكنا، ومنه قوله :
أبونا قصي كان يدعى مجمعا به جمع اللّه القبائل من فهر
وقال الفراء : التقرش : التكسب، وقد قرش يقرش قرشا، إذا كسب وجمع، ومنه سميت قريش. وقيل : كانوا يفتشون على ذي الخلة من الحاج ليسدوها، والقرش :
التفتيش، ومنه قول الشاعر :
أيها الناطق المقرش عنا عند عمرو وهل لذاك بقاء
وسأل معاوية ابن عباس : بم سميت قريش قريشا؟ فقال : بدابة في البحر أقوى دوابه يقال لها القرش، تأكل ولا تؤكل، وتعلو ولا تعلى، ومنه قول تبع :