ج٨ص١٩٣
غير ظاهر فتدبر. قوله :( الإشارة إلى ما ذكر الخ ) توجيه لأفراد اسم الإشارة أيضا، وقوله : ولكم إلى هذه النعمة أي مضمومة إليها فأخرى صفة لمبتدأ مقدر، وخبره محذوف وهو لكم ولعل هذه الجملة حالية لا معطوفة على يغفر الخ بحسب المعنى، وقوله : منصوبة بإضمار يعطكم كقوله :
علفتها تبناً وماء باردا
وقوله : أو تحبون أي أخرى فهو مفعول لمقدر يفسره ما بعده على شريطة الاشتغال، وقوله : وهو أي نصر والأولى كونه مبتدأ خبر. مقدر، وقوله : على البدل أي على وجوه النصب والمراد بالاختصاص نصبه بأعني مقدراً لا مصطلح النحاة، وقوله : أو المصدر أي تنصرون نصراً. قوله :( عطف على محذوف ( وهو قل المقدر قبل قوله :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ ﴾ [ سورة الصف، الآية : ٠ ا ] الآية كما أشار إليه، وقوله : فإنه في معنى الأمر كما مز وقدره الزمخشريّ آمنوا وجاهدوا يثبكم الله وينصركم وبشر المؤمنين، وقدره بما ذكر ليبين أن الفواصل غير أجنبية وفي الإيضاح فيه نظر لأنّ المخاطب بتؤمنون المؤمنون وببشر النبيّ ﷺ، ثم إنّ قوله : تؤمنون بيان لما قبله وبشر لا يصلح لذلك، وأجيب بأن تؤمنون شامل للنبيّ-!ر وأمّته ما تقرّر في الأصول وإذا فسر بامنوا وبشر دل على تجارته ﷺ الرابحة وتجارتهم الصالحة وقدم آمنوا لأنه فاتحة الكل ولو سلم فلا مانع من العطف على الجواب ما هو زيادة عليه إذا ناسبه وهذا أولى الوجوه عند صاحب الكشف كتقدير أبشر يا محمد وبشر وتقدير قل، وجعل بشر أمرا بمعنى الخبر كما في قوله : أبطئي أو أسرعي، وسبق النداء على الأمر ليس بلازم إذا لم يكن لبس كقوله :﴿ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي ﴾ [ سورة يوسف، الآية : ٢٩ ] كما مرّ فلا يلتفت لما هنا من القيل والقال. قوله :( بعض أنصار الله ) فالتنوين للتبعيض لا للتعظيم، وقوله : ليطابق الخ يعني إلى بمعناها لتضمينه ما ذكر لا بمعنى مع لأنّ ما بعده إنما يطابقه معنى على الأوّل اللهم إلا أن يقدر نحن أنصار نبيّ الله كما قيل. قوله :( والإضافة الأولى ) أي إضافة
أنصاري والاشتراك هنا في النصرة والتوجه إلى اللّه، وقوله : لما بينهما من الاختصاص لأنهما لما اشتركا في نصرة الله كان بينهما ملابسة تصحح إضافة أحدهما للآخر وأمّا الاختصاص! الإضافي الحقيقي فغير موجود فيهما ففي عبارته قصور مّا، وقوله : والثانية يعني أنصار الله فإن معناه ننصر الله. قوله :( والتشبيه الخ أليس التشبيه على ظاهره من تشبيه كون المؤمنين أنصار اللّه فقول عيسى إذ لا وجه لتشبيه الكون بالقول بل مؤوّل بما ذكر وجعل التشبيه باعتبار المعنى على تقدير قل لظهوره فيه وانصباب الكلام إليه، وقوله : أو كونوا الخ فما مصدرية وهي مع صلتها ظرف والأصل ككون الحواريين أنصارا وقت قول عيسى، ثم حذف المظروف، وأقيم ظرفه مقامه وقد جعلت الآية من الاحتباك والأصل كونوا أنصار الله حين قال لكم النبيّ من أنصاري إلى الله كما كان الحواريون أنصار الله حين قال لهم : عيسى من أنصاري إلى الله فحذف من كل منهما ما دل عليه المذكور في الآخر وهو كلام حسن. قوله :( من الحوار وهو البياض ) وفي نسخة الحور بغير ألف وقد مرّ في آل عمران أنهم سموا به لنقاء ظاهرهم وباطنهم، وقيل : كانوا يلبسون البياض، وقيل : كانوا قصارين وقيل الحواريون المجاهدون، وقوله :( عن النبئ ﷺ الخ ) الحديث موضوع تمت، السورة والحمد لله على نعمائه، والصلاة والسلام على أشرف أنبيائه وعلى آله وأصحابه وأحبائه.
سورة الجمعة
مدنية والقول بأنها مكية غلط لأن الجمعة وأمر اليهود لم يكن إلا بالمدينة ولا خلاف في
عدد آياتها المذكور.

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله :( لآنّ كثرهم الخ ) قيد به لأنّ منهم من قرأ وكتب ومن أطلق أراد ذلك أيضاً، وقوله : من جملتهم بيان لأنّ من تبعيضية والبعضية إما باعتبار الجنس فلا تدل على أنه أمّيّ أو باعتبار الخاصة المشتركة في


الصفحة التالية
Icon