تفسير التستري، ص : ١٥
خطبة الكتاب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أخبرنا الشيخ الواعظ أبو نصر أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي النصر البلدي إجازة عليه، شافهني بها في دارة يوسف أن جدّه الإمام أبا بكر محمد بن أحمد البلدي أخبره قال : حدثنا الفقيه أبو نصر أحمد بن علي بن إبراهيم الطائفي الصفّار قال : حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الوضّاحي، حدثنا أبو العباس عبد الرحمن بن الحسن بن عمر البلخي ببلخ في سكة ساسان، وقال أبو يوسف أحمد بن محمد بن قيس السجزي :سمعت أبا محمد بن عبد اللّه التستري رحمه اللّه تعالى في سنة خمس وسبعين ومائتين يقول :
حدثنا محمد بن سوّار عن أبي عاصم النبيل عن بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيم النجاة غدا؟ فقال :«عليك بكتاب اللّه عزّ وجلّ، فإنّ فيه نبأ من كان قبلكم وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم من دينكم الذي تعبدكم به اللّه عزّ وجلّ، به تصلون إلى المعرفة، ومن يرد الهدى في غيره يضلّه اللّه، هو أمر اللّه الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الشفاء النافع، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا : إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً «١» [الجن : ١- ٢].
هو الذي ظاهره أنيق وباطنه عميق، وهو الذي يعجز عنه كل فهم لقول اللّه تعالى :
وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (٢٩) قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ [الأحقاف : ٢٩- ٣٠] فسأله رجل عن علم اللّه تعالى في عباده : هل هو شيء بدا له من بعد ما خلقهم، أو كان من قبل أن يخلقوا؟ فقال : بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ [البروج : ٢١] أي كتاب محكم فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [البروج : ٢٢] قبل أن يخلقوا
________
(١) سنن الترمذي : باب ما جاء في فضل القرآن، حديث رقم ٢٩٠٦، وسنن الدارمي : حديث رقم ١٣٣١، وشعب الإيمان ٢/ ٣٢٦ (رقم ٨٣٦)، ٣/ ٧١ (رقم ١٩٣٥)، ومصنف ابن أبي شيبة، حديث ٣٠٠٠٧.