تفسير التستري، ص : ١٨٧
السورة التي يذكر فيها عبس
[سورة عبس (٨٠) : الآيات ٢١ الى ٢٢]
ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (٢١) ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (٢٢)
قوله تعالى : ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ [٢١] قال : باطنها أمات منه حظوظ نفسه من الشهوة، فأقبره في نفسه، ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ [٢٢] قرينا بالحكمة، مشاهدا للّه منقطعا عمن سواه.
[سورة عبس (٨٠) : الآيات ٢٥ الى ٢٦]
أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦)
قوله تعالى : أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا [٢٥] قال : صب من لطف معانيه ماء ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ [٢٦] وهو القلب شَقًّا [٢٦]، فأنبت فيها من ألوان الزهرة روحا وعقلا وإيمانا ومعرفة، كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم :«ألا إن القرآن زهرة في القلوب، ألا وإن الإيمان يزرع في القلب الغنى، كما يزرع المطر الزهرات، ألا وإن الشح يزرع في القلب النفاق، كما يزرع الندى العشب».
[سورة عبس (٨٠) : آية ٣٤]
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤)
قوله عزّ وجلّ : يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ [٣٤] هابيل من قابيل، وسيدنا محمد صلّى اللّه عليه وسلّم من عمه، وإبراهيم من أبيه، ولوط عليه السلام من امرأته، ونوح من ولده.
[سورة عبس (٨٠) : آية ٣٧]
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [٣٧] يشغله عن الناس كافة، إلا عن نفسه. واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
السورة التي يذكر فيها التكوير
قال سهل : حكى محمد بن سوار عن ابن عمر رضي اللّه عنهم عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال :
«من أراد أن ينظر إلى القيامة رأي العين فليقرأ : إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [١]، وإِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ [الانفطار : ١]، وإِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ [الانشقاق : ١]».
[سورة التكوير (٨١) : آية ١٤]
عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (١٤)
قوله تعالى : عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ [١٤] أيقنت كل نفس أن ما اجتهدت فيه لا يصلح لذلك المشهد، وأن من أكرم بخلع الفضل نجا، ومن قرن بجزاء أعماله خاب.
قوله تعالى : وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [٧] قيل : زوجت نفوس المؤمنين بالحور العين، وزوجت نفوس الكفار بالشياطين، قد قرن بين الكافر والشيطان في سلسلة واحدة. وفي الآية تحذير من قرناء السوء. قال سهل : قرن بين نفس الطبع ونفس الروح، فامتزجا في نعيم الجنة، كما كانا في الدنيا مؤتلفين على إدامة الذكر وإقامة الشكر.
[سورة التكوير (٨١) : الآيات ٢٦ الى ٢٨]
فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٢٧) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨)
قوله تعالى : فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ [٢٦] عن كتابه بعد البيان الذي أتاكم. إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ [٢٧] قال : ذكر هذا خصوص لمن كان من العالمين عالما بالذكر منقادا للشريعة، ألا ترى كيف قال اللّه تعالى : لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ [٢٨] على الطرق إليه بالإيمان به، ولا تصح لكم تلك الاستقامة في الأصل والفرع إلا بمشيئتي السابقة فيكم.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.


الصفحة التالية
Icon