سورة الدخان
مكية، إلا قوله إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا... الآية وهي سبع وخمسون آية. وقيل تسع وخمسون [نزلت بعد سورة الزخرف ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الدخان (٤٤) : الآيات ١ إلى ٨]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤)
أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٧) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨)
الواو في وَالْكِتابِ واو القسم، إن جعلت حم تعديدا للحروف أو اسما للسورة، مرفوعا على خبر الابتداء المحذوف وواو العطف إن كانت حم مقسما بها. وقوله إِنَّا أَنْزَلْناهُ جواب القسم، والكتاب المبين القرآن. والليلة المباركة : ليلة القدر. وقيل : ليلة النصف من شعبان، ولها أربعة أسماء : الليلة المباركة، وليلة البراءة، وليلة الصكّ، وليلة الرحمة وقيل : بينها وبين ليلة القدر أربعون ليلة. وقيل في تسميتها : ليلة البراءة. والصكّ : أن البندار إذا استوفى الخراج من أهله كتب لهم البراءة، كذلك اللّه عز وجل يكتب لعباده المؤمنين البراءة في هذه الليلة.
وقيل : هي مختصة بخمس خصال : تفريق كل أمر حكيم وفضيلة العبادة فيها : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :«من صلى في هذه الليلة مائة ركعة أرسل اللّه إليه مائة ملك : ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنون من عذاب النار، وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا. وعشرة يدفعون عنه مكايد الشيطان «١»». ونزول الرحمة : قال عليه الصلاة والسلام :«إنّ اللّه يرحم أمّتى «٢» في هذه
__
(١). ذكره صاحب الفردوس من حديث ابن عمر هكذا وأخرجه أبو الفتح سليم بن أيوب في الترغيب له من رواية جعفر بن محمد عن أبيه عن على موقوفا. وأخرجه ابن الأخضر من رواية جعفر المدائني عن أبى يحيى العتابى حدثني بضعة وثلاثون من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال - فذكره
(٢). قوله «يرحم أمتى في هذه الليلة» لعله : من أمتى. (ع)


الصفحة التالية
Icon