ضننت عليه وعنه. ثم أخبر أنه لا يأمر بذلك ولا يدعو اليه لحاجته إليه، فهو الغنى الذي تستحيل عليه الحاجات، ولكن لحاجتكم وفقركم إلى الثواب وَإِنْ تَتَوَلَّوْا معطوف على :
وإن تؤمنوا وتتقوا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ يخفق قوما سواكم على خلاف صفتكم راغبين في الإيمان والتقوى، غير متولين عنهما، كقوله تعالى وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وقيل : هم الملائكة.
وقيل : الأنصار. وعن ابن عباس : كندة والنخع. وعن الحسن : العجم وعن عكرمة : فارس والروم. وسئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن القوم وكان سلمان إلى جنبه، فضرب على فخذه وقال :«هذا وقومه، والذي نفسي بيده، لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس» «١» وعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم «من قرأ سورة محمد صلى اللّه عليه وسلم كان حقا على اللّه أن يسقيه من أنهار الجنة» «٢»
سورة الفتح
مدنية [نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية] وآياتها ٢٩ [نزلت بعد الجمعة] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١ إلى ٣]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٢) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً (٣)هو فتح مكة، وقد نزلت مرجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن مكة عام الحديبية عدة له
(١). أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم. والطبري وابن أبى حاتم وغيرهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة وله طرق عنه وعن غيره.
(٢). أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي، بأسانيدهم إلى أبى بن كعب.