أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ وهو القرآن تَعْجَبُونَ إنكارا وَتَضْحَكُونَ استهزاء وَلا تَبْكُونَ والبكاء والخشوع حق عليكم. وعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : أنه لم ير ضاحكا بعد نزولها «١». وقرئ : تعجبون تضحكون، بغير واو وَأَنْتُمْ سامِدُونَ شامخون مبرطمون «٢».
وقيل : لاهون لاعبون. وقال بعضهم لجاريته : اسمدى لنا، أى غنى لنا فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ولا تعبدوا الآلهة.
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :«من قرأ سورة النجم أعطاه اللّه عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد وجحد به بمكة» «٣»
سورة القمر
مكية [إلا الآيات ٤٤ و٤٥ و٤٦ فمدنية] وآياتها ٥٥ [نزلت بعد الطارق ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة القمر (٥٤) : الآيات ١ إلى ٣]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣)
انشقاق القمر من آيات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومعجزاته النيرة. عن أنس بن مالك رضى اللّه عنه أن الكفار سألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم آية فانشق القمر مرتين «٤».
__
(١). أخرجه أحمد في الزهد والثعلبي من حديث صالح بن أبى الخليل. ورواه ابن مردويه من طريق سعيد ابن جبير عن ابن عباس بإسناد ضعيف.
(٢). قوله «شامخون مبرطمون» في الصحاح «البرطمة» الانتفاخ من الغضب اه. وفيه «السامد» : رافع رأسه تكبرا، واللاهي، والمعنى، والقائم، والساكت، والحزين الخاشع، واسمأد الرجل بالهمز اسمئدادا : أى ورم غضبا. (ع)
(٣). أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي من حديث أبى بن كعب رضى اللّه عنه.
(٤). متفق عليه من رواية قتادة عن أنس رضى اللّه عنه.


الصفحة التالية
Icon