وقرئ : أن لا يقدروا بِيَدِ اللَّهِ في ملكه وتصرفه. واليد مثل يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ ولا يشاء إلا إيتاء من يستحقه. عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :«من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا باللّه ورسله» «١».
سورة المجادلة
مدنية، وآياتها ٢٢ [نزلت بعد المنافقون ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة المجادلة (٥٨) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١)
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قالت عائشة رضى اللّه عنها : الحمد للّه الذي وسع سمعه الأصوات :«٢»
لقد كلمت المجادلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في جانب البيت وأنا عنده لا أسمع، وقد سمع «٣»
لها. وعن عمر أنه كان إذا دخلت عليه أكرمها وقال : قد سمع اللّه لها. وقرئ : تحاورك، أى : تراجعك الكلام. وتحاولك، أى : تسائلك، وهي خولة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت أخى عبادة :
رآها وهي تصلى وكانت حسنة الجسم، فلما سلمت راودها فأبت، فغضب وكان به خفة ولمم «٤»
، فظاهر منها، فأتت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت : إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب فىّ، فلما خلا سنى ونثرت بطني - أى : كثر ولدى - جعلني عليه «٥»
كأمّه. وروى أنها قالت له :
__
(١). أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي بأسانيدهم إلى أبى كعب.
(٢). قال محمود :«قالت عائشة رضى اللّه عنها : الحمد للّه الذي وسع سمعه الأصوات... الخ» قال أحمد : ولقد استدل به بعضهم على عدم لزوم ظهار الذمي، وليس بقوى، لأنه غير المقصود.
(٣). أخرجه النسائي وابن ماجة والطبري وأحمد وإسحاق والبزار من طريق الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة. وعلقه البخاري، وأخرجه الحاكم أتم سياقا منه، وفيه تسميتها وتسمية زوجها.
(٤). قوله «و لمم» أى طرف من الجنون، أو مس من الجن. أفاده الصحاح (ع)
(٥). أخرجه الدارقطني والبيهقي.


الصفحة التالية
Icon