ج ٤، ص : ٣٦٥

(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم)

سورة حم عسق
قوله تعالى :(مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها)، الآية/ ٢٠، هو معنى قوله صلّى اللّه عليه وسلم :«من كانت هجرته إلى اللّه ورسوله، فهجرته إلى اللّه ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» «١».
فيه دليل على أن من حج عن غيره، لا يقع الحج عن الحاج، ومن توضأ للتبرد والتنظيف لا يكون متوضئا للصلاة، ولا يصح وضوءه عن جهة القربة شرعا.
قوله تعالى :(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى )، الآية/ ٢٣.
قال قائلون في معناه : محبة الأقارب.
وقال قائلون : معناه إلا المودة في القربى إلى اللّه تعالى، أي التقرب إلى اللّه عز وجل، والمودة بالعمل الصالح، ويدل عليه ما بعده :(وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً).
__
(١) الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.


الصفحة التالية
Icon