ج ٤، ص : ٣٦٩

(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم)

سورة الزخرف
قوله تعالى :(أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ)، الآية/ ١٨، فيه دليل على إباحة الحلي للنساء والإجماع منعقد عليه، والأخبار في ذلك لا تحصى «١».
قوله تعالى :(بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ - إلى قوله - أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ)، الآية/ ٢٢ و٢٤ :
فيه دلالة على إبطال التقليد، لذمه إياهم على تقليد آبائهم، وتركهم النظر فيما دعاهم الرسول عليه الصلاة والسلام إليه.
قوله تعالى :(إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) الآية/ ٨٦ :
يدل على معنيين :
أحدهما : أن الشهادة بالحق غير نافعة إلا مع العلم، فإن التقليد لا يغني مع عدم العلم بصحة المقالة.
والثاني : أن شرط سائر الشهادات في الحقوق وغيرها، أن يكون الشاهد عالما بها، ونحوه ما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال :
«إذا رأيت مثل الشمس فاشهد وإلا فدع» «٢».
__
(١) أنظر كتاب الهداية لأبي حنيفة، والأم للشافعي، لتوضيح هذه المسألة.
(٢) أخرجه الامام أحمد في مسنده، وابن حميد، والطبراني في المعجم الأوسط.


الصفحة التالية
Icon