ج ٤، ص : ٤١٧

(بسم اللّه الرّحمن الرّحيم)

سورة المنافقون
قوله تعالى :(قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ - إلى قوله - اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً)، الآية/ ١، ٢.
فمنه قال الشافعي : إذا قال أشهد باللّه ونوى به اليمين كان يمينا.
وأبو حنيفة يجعلها دون اللّه يمينا، لأن اللّه تعالى أخبر عن الكفار أنهم يقولون نشهد إنك لرسول اللّه ولم يقولوا : نشهد باللّه، وقال تعالى :
(فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ) «١».
والشافعي يقول : أشهد، ينبئ عن مبالغة ما، ولكن إذا لم يقرنه بذكر اللّه لم يدل على معنى اليمين، فإن خاصية اليمين في ذكر اسم اللّه تعالى، أو صفة من صفاته «٢».
قوله تعالى :(وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ)، الآية/ ١٠.
فيه دلالة على أنه يجب تعجيل الزكاة، ولا يجوز تأخيرها أصلا.
__
(١) سورة النور آية ٦.
(٢) أنظر أحكام القرآن للجصاص ج ٥ وتفسير القرطبي سورة المنافقون


الصفحة التالية
Icon