مجاز القرآن، المقدمة، ص : ٩

مقدمة

أبو عبيدة
هو معمر بن المثنى التيمي تيم قريش، «١» أو تيم بنى مرّة «٢» على خلاف بينهم، وهو على القولين معا مولى لتيم وقد اختلفوا فى مولده، ولعل الأقرب إلى الصحة أنه ولد فى سنة ١١٠ ه وهى سنة وفاة الحسن البصري كما يدل عليه حديث له مع الأمير جعفر بن سليمان حيث سأله عن مولده فأحاله على قول لعمر بن أبى ربيعة الذي ولد يوم مات عمر بن الخطاب «٣»، وتتحدث المراجع عن آباء أبى عبيدة، فتقول- استنادا إلى قول يرويه أبو العيناء عن أبى عبيدة- إنه يهودىّ الأصل «٤»، على أننا نظن أن أبا عبيدة فى حديثه عن آبائه لم يكن يقصد إلى الجدّ، وجوّ هذا الحديث يشعر بهذا الذي نظنه، غير أن شعوبية أبى عبيدة «٥»، وحدته فى نقد معاصريه كل ذلك جعل خصومه يحملون هذا القول منه محمل الجدّ لينالوا منه، أما أنه كان يفتخر بيهوديته وهو ما يراه بعض الباحثين الغربيين «٦» فبناء على غير أساس، ثم هو بعد غير مفهوم من نص أبى عبيدة الذي يرويه أبو العيناء.
ولم تذكر المراجع أين ولد أبو عبيدة، ومع ذلك فهى تضعه فى عداد علماء
__
(١) أخبار النحويين للسيرافى ٦٧، مختار أخبار النحويين ١٥٠، ا، الزبيدي ص ١٢٢.
(٢) منتخب المقتبس ٥٧ ب.
(٣) ابن خلكان ٢/ ١٥٨- ١٥٩.
(٤) الفهرست ٥٣، ابن خلكان ٢/ ١٥٧، الإرشاد ١٩/ ١٥٦.
(٥) رسائل البلغاء ٢٧١- ٢٧٢، مروج الذهب ٥/ ٤٨٠.
(٦) جولد زيهر.. ١/ ٢٠٣ وانظر مجالس ثعلب ٤٢٤، الأغانى ١٧/ ١٩.

مجاز القرآن، ج ١، ص : ٧
نشدتكم بمنزل الفرقان أم الكتاب السبع من مثانى «١»
ثنّين من آي من القرآن والسبع سبع الطول الدّوانى
و قال فى جمع أسمائها :
حلفت بالسبع اللواتى طوّلت وبمئين بعدها قد امئيت «٢»
و بمثان ثنّيت فكرّرت وبالطواسيم التي قد ثلثّت
و بالحواميم اللواتى سبّعت وبالمفصّل اللواتى فصّلت
[و قال الشاعر فيما يدل على أن «الحمد» هى السبع المثاني :
الحمد للّه الذي أعفانى وكلّ خير صالح أعطانى «٣»
رب المثاني الآي والقرآن ]
__
(١) الرجز فى الطبري ١/ ٣٦ والشطران الأول والثاني فى القرطبي ١٠/ ٥٤
(٢) الشطر الأول والثاني فى الطبري ١/ ٣٤
(٣) نسب الطبري (١/ ٣٦) هذه الأشطار إلى أبى النجم العجلى، وهى فى اللسان (ثنى) بغير عزو.


الصفحة التالية
Icon