مجاز القرآن، ج ٢، ص : ٢٠٨
«سورة الدّخان» (٤٤)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«فِيها يُفْرَقُ» (٤) يفصل ويقسط..
«إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ» (٥- ٦) نصب على مجاز نصب المصادر. قال أبو عبيدة : سمعت ابن عون يقول : قد مضى الدخان «١» وزعم غيره أن الدخان هو الجدب والسنون التي دعا النبي صلى اللّه عليه فيها على مضر، اللهم اشدد وطأتك على مضر، وقال بعضهم وطأتك «٢»..
«يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى » (١٦) يقال : إنها يوم بدر «٣»..
«وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً» (٢٤) ساكنا «٤» : يقال : أره على نفسك أي ارفق بها ولا تخرق. يقال : عيش راه، قال بشر بن أبى خازم :
فإن أهلك عمير فربّ زحف يشبّه نقعه رهوا ضبابا
«٥» [٨٣٤]
__
(١).- ٥ «قد مضى الدخان» : وفى الطبري (٢٥/ ٦١ : حدثنا أبو كريت قال حدثنا أبو بكر ابن عباس عن عاصم قال شهدت جنازة فيها زيد بن على فأنشأ يحدث يومئذ فقال إن الدخان يجىء قبل يوم القيامة فيأخذ بأنف المؤمن الزكام ويأخذ بمسامع الكافر قال قلت وحد اللّه إن صاحبنا عبد اللّه قال غير هذا. قال إن الدخان قد مضى...
(٢).- ٦ «اللهم... وطأتك» : هذا الحديث فى النهاية واللسان (وطأ) وقالا صاحبهما :
و كان حماد بن سلمة يروى هذا الحديث أشدد وطدتك على مضر والوطد الإثبات والغمز فى الأرض.
(٣).- ٨ «يقال... بدر» : هو قول ابن مسعود! وابن عباس وأبى بن كعب ومجاهد والضحاك، وانظر القرطبي (١٦/ ١٣٤).
(٤).- ٩ «ساكنا» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٣٣٩).
(٥).- ٨٣٤ : فى اللسان (رهو).


الصفحة التالية
Icon