ج ٣، ص : ٩٠٤
سورة الفيل
مكية. وآياتها خمس آيات، وفيها يذكر اللّه قصة أصحاب الفيل، وخلاصتها :
كان على اليمن ملك يسمى أبرهة الأشرم، وقد بنى كنيسة عظيمة بصنعاء، وكانت على جانب كبير من الأبهة وفخامة البناء، وأراد أن يصرف الحج من الكعبة إليها، وأخبر النجاشيّ ملك الحبشة بذلك، ويروى أن أعرابيا أحدث فيها وفر، فغاظ ذلك الملك، وأقسم ليدمرن الكعبة، فجهز جيشا عظيما، وقصد به إلى مكة، وكان في مقدمته فيل عظيم، ولما شارف الجيش مكة أمر الملك بنهب أموال العرب، وكان فيها إبل لعبد المطلب بن هاشم جد النبي - عليه الصلاة والسلام - فاستاقها الجند، فلما علم عبد المطلب بذلك طلب مقابلة الملك، فقابله وكلمه في شأن الإبل فرد عليه الملك قائلا : لقد أعجبتنى حين رأيتك ثم زهدتني فيك حين كلمتنى، تسألنى الإبل وتترك البيت الذي هو دينك ودين آبائك!! فرد عليه عبد المطلب قائلا : أما الإبل فهي لي وأما البيت فله رب يحميه، فرد عليه أبرهة الإبل...
ويروى أن عبد المطلب لما انصرف من عند الملك أمسك بحلقة باب الكعبة وقال :
لاهم « ١ » إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم ومحالهم أبدا محالك
إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدا لك
فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيله وعبأ جيشه لهدم البيت والانصراف إلى اليمن، فلما وجهوا الفيل إلى مكة برك، ولما وجهوه إلى اليمن أو إلى الشام قام ونهض.
عند ذلك أرسل اللّه عليهم طيرا تحمل في مناقيرها وأرجلها حجارة صماء ألقتها عليهم فانتشر المرض فيهم حتى مات أغلبهم، وصاروا كأوراق الشجر الجافة.
ولكن هل هذه الحجارة قتلتهم بنفسها أو لأنها تحمل جراثيم الطاعون ؟ اللّه أعلم بذلك، والثابت أنهم عقب إلقائها عليهم مات معظم الجيش، وانصرف أبرهة ومن بقي عن هدم الكعبة، ومات أبرهة في الطريق.
(١) أصله : اللهم.