لطائف الإشارات، ج ٢، ص : ٦٢٥
سعادة الدارين فى متابعة السّنّة، وشقاوة المنزلين فى مخالفة السّنّة. ومن أيسر ما يصيب من خالف سنته حرمان الموافقة، وتعذّر المتابعة بعده، وسقوط حشمة الدارين عن قلبه.
قوله جل ذكره :
[سورة النور (٢٤) : آية ٦٤]
أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَ يَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٤)
«١» «٢» إنّ لليوم غدا، ولمّا يفعل العبد حسابا، وسيطالب المكلّف بالصغير والكبير، والنقير والقطمير.
سورة الفرقان
قوله جل ذكره : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بسم اللّه اسم جليل شهدت بجلاله أفعاله، ونطقت بجماله أفضاله. دلّت على إثباته آياته، وأخبرت عن صفاته مفعولاته.
بسم اللّه اسم عزيز عرفت بفعله قدرته، اسم كريم شهدت بفضله نصرته.
بسم اللّه اسم عزيز عرفه العقلاء بدلالات أفعاله، وعرفه الأصفياء باستحقاقه لجلاله وجماله فبلطف جماله عرفوا جوده، وبكشف جلاله عرفوا وجوده.
بسم اللّه اسمه عزيز من دعاه لبّاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن توسّل إليه أكرمه وآواه، ومن تنصّل إليه «٣» رحمه وأدناه، ومن شكا إليه أشكاه «٤»، ومن سأله خوّله وأعطاه.
(١) وفى قراءة (يرجعون) بفتح الياء وكسر الجيم.
(٢) يروى أن ابن عباس رضى اللّه عنه قرأ سورة النور على المنبر فى الموسم وفسرها على وجه لو سمعت الروم به لأسلمت. [.....]
(٣) تنصل إليه هنا معناها تبرأ من ذنبه وتاب.
(٤) أشكى أي قبل الشكاة وأعان الشاكي.