لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٢٤٥
سورة ص
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
اسم عزيز اعترفت المعارف بالقصور عن إدراكه، اسم جليل تقنّعت العلوم خجلا من الطمع في إحاطته، اسم كريم صغرت الحوائج عند ساحات جوده، اسم رحيم تلاشت قطرات زلّات عباده في تلاطم أمواج رحمته.
قوله جل ذكره :
[سورة ص (٣٨) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١)
الصّاد مفتاح اسمه الصادق والصبور والصمد والصانع.. أقسم بهذه الأشياء وبالقرآن.
وجواب القسم :«إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ».
ويقال : أقسم بصفاء مودة أحبابه والقرآن ذى الذكر أي : ذى الشرف.. وشرفه أنه ليس بمخلوق «١».
قوله جل ذكره :
[سورة ص (٣٨) : آية ٢]
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَ شِقاقٍ (٢)
فى صلابة ظاهرة، وعداوة بيّنة، وإعراض عن البحث للأدلة، والسّرّ للشواهد.
قوله جل ذكره :
[سورة ص (٣٨) : آية ٣]
كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ (٣)
بادوا حين هجم البلاء مستغيثين، وقد فات وقت الإشكاء والإجابة.
قوله جل ذكره :
[سورة ص (٣٨) : آية ٤]
وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَ قالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (٤)
عجبوا أن جاءهم منذر منهم، ولم يعجبوا أن تكون المنحوتات آلهة، وهذه مناقضة ظاهرة. فلمّا تحيّروا في شأن أنبيائهم رموهم بالسحر، وقسّموا فيهم القول.
_
(١) وهذا رأى أهل السّنّة بخلاف ما براه المعتزلة. [.....]


الصفحة التالية
Icon