لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٣٤١
سورة الشّورى
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
سلوة العاصين في سماع رحمة اللّه، وحظوة العابدين في رجائهم نعمة اللّه، وراحة الفقراء فى رضاهم بقسمة اللّه.. لكل من حاله نصيب، وكلّ في متنفسّه مصيب.
قوله جل ذكره :
[سورة الشورى (٤٢) : الآيات ١ الى ٢]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حم (١) عسق (٢)
الحاء مفتاح اسمه : حليم وحافظ وحكيم، والميم مفتاح اسمه : ملك وماجد ومجيد ومنّان ومؤمن ومهيمن، والعين مفتاح اسمه : عالم وعدل وعال، والعين مفتاح اسمه : سيّد وسميع وسريع الحساب، والقاف مفتاح اسمه قادر وقاهر وقريب وقدير وقدوس «١».
[سورة الشورى (٤٢) : آية ٣]
كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣)
أقسم بهذه الأسماء وهذه الحروف إنه كما أوحى إلى الذين من قبلك كذلك يوحى إليك العزيز الحكيم، كما أوحى إليهم العزيز الحكيم.
[سورة الشورى (٤٢) : آية ٤]
لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤)
له ما في السماوات وما في الأرض ملكا.
«وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ» : علوّه وعظمته استحقاقه لأوصاف المجد أي وجوب أن يكون بصفات المجد والجلال.
_
(١) ربما يتأيد اتجاه القشيري في تفسير هذه الحروف المقطعة هنا بالأسماء والأوصاف الإلهية بختام الآيات التالية بالعزيز الحكيم والعلى العظيم والغفور الرحيم.. كأن هذا هو المناخ الذي توحى به افتتاحية السورة.


الصفحة التالية
Icon