لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥٦٩
سورة الممتحنة
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
«بِسْمِ اللَّهِ» اسم ملك لا أصل لملكه عند حدث ولا نسل له، فعنه يرث. ملك لا يستظهر بجيش وعدد، ولا يتعزّز بقوم وعدد. ملك للخلق «١» بأجمعهم - لكنه اختار قوما - لا لينتفع بهم - بل لنفعهم، وردّ آخرين وأذلّهم بمنعهم ووضعهم :
قوله جل ذكره :
[سورة الممتحنة (٦٠) : آية ١]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ قَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَ إِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَ ما أَعْلَنْتُمْ وَ مَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١)«٢» قال صلى اللّه عليه وسلم :«أعدى عدوّك نفسك التي بين جنبيك «٣» وأوحى اللّه سبحانه إلى داود عليه السلام :«عاد نفسك فليس لى في المملكة منازع غيرها». فمن عادى نفسه فقد قام بحقّ اللّه، ومن لم يعاد نفسه لحقته هذه الوصمة. وأصل الإيمان الموالاة والمعاداة في اللّه ومن جنح إلى الكفار أو إلى الخارجين عن دائرة الإسلام انحاز إلى جانبهم.
_
١) هكذا في م وهي الصواب أما في ص فهى (الحق) وهي خطأ من الناسخ.
(٢) نزلت الآية في حاطب بن أبى بلتعة الذي بعث في السّرّ بكتاب مع امرأة يقال لها سارة إلى أهل مكة يحذّرهم فيه من استعداد النبي لهم والتهيؤ لقتالهم، فوضعت الكتاب في عقاص شعرها. ونزل جبريل على الرسول ليخبره بالأمر، فأرسل في إثرها فرسانه، فانتزعوا الكتاب منها.
وحينما همّ عمر رضى اللّه عنه بضرب عنق حاطب قال الرسول : وما يدريك يا عمر لعلّ اللّه قد اطلع على أهل بدر فقال لهم : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم؟ ففاضت عينا عمر، ونزلت الآية.
(٣) ينظر الصوفية إلى النفس على أنها محلّ المعلولات (الرسالة ص ٤٨).
١) هكذا في م وهي الصواب أما في ص فهى (الحق) وهي خطأ من الناسخ.
(٢) نزلت الآية في حاطب بن أبى بلتعة الذي بعث في السّرّ بكتاب مع امرأة يقال لها سارة إلى أهل مكة يحذّرهم فيه من استعداد النبي لهم والتهيؤ لقتالهم، فوضعت الكتاب في عقاص شعرها. ونزل جبريل على الرسول ليخبره بالأمر، فأرسل في إثرها فرسانه، فانتزعوا الكتاب منها.
وحينما همّ عمر رضى اللّه عنه بضرب عنق حاطب قال الرسول : وما يدريك يا عمر لعلّ اللّه قد اطلع على أهل بدر فقال لهم : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم؟ ففاضت عينا عمر، ونزلت الآية.
(٣) ينظر الصوفية إلى النفس على أنها محلّ المعلولات (الرسالة ص ٤٨).