لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥٧٥
سورة الصّف
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
«بِسْمِ اللَّهِ» كلمة من وقفه اللّه لعرفانها لم يصبر عن ذكرها بلسانه ثم لا يفتر حتى يصل إلى المسمّى بها بجنانه : فى البداية بتأمّل برهانه لمعرفة سلطانه، ثم لا يزال يزيده في إحسانه حتى ينتهى في شأنه بالتحقق مما هو كعيانه.
قوله جل ذكره :
[سورة الصف (٦١) : آية ١]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١)من أراد أن يصفو له تسبيحه فليصفّ قلبه من آثار نفسه، ومن أراد أن يصفو له في الجنّة عيشه فليصفّ من أوضار ذنبه نفسه.
قوله جل ذكره :
[سورة الصف (٦١) : الآيات ٢ الى ٣]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (٣)
جاء في التفاسير أنهم قالوا : لو علمنا ما فيه رضا اللّه لفعلنا ولو فيه كل جهد... ثم لمّا كان يوم أحد لم يثبتوا، فنزلت هذه الآية في العتاب «١».
وفي الجملة : خلف الوعد مع كلّ أحد قبيح، ومع اللّه أقبح.
ويقال إظهار التجلّد من غير شهود مواضع الفقر إلى الحقّ في كلّ نفس يؤذن بالبقاء عمّا حصل بالدعوى «٢»... واللّه يحب التبرّى من الحول والقوة.
_
(١) قال محمد بن كعب : لما أخبر اللّه تعالى نبيّه (ص) بثواب شهداء بدر قال بعض الصحابة : اللهم اشهد لئن لقينا قتالا لنفرغنّ فيه وسعنا... ففروا يوم أحد، فعيرهم اللّه بذلك.
(٢) أي بدعوى النّفس تسوّل له نفسه أن له في الأمر شيئا، وأن تدبيره هو الذي مكّن له.
(١) قال محمد بن كعب : لما أخبر اللّه تعالى نبيّه (ص) بثواب شهداء بدر قال بعض الصحابة : اللهم اشهد لئن لقينا قتالا لنفرغنّ فيه وسعنا... ففروا يوم أحد، فعيرهم اللّه بذلك.
(٢) أي بدعوى النّفس تسوّل له نفسه أن له في الأمر شيئا، وأن تدبيره هو الذي مكّن له.