لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٦٥٤
سورة القيامة
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
«بِسْمِ اللَّهِ» كلمة عزيزة من سمعها بشاهد العلم استبصر، ومن سمعها بشاهد المعرفة تحيّر..
فالعلماء في سكون برهانه، والعارفون في دهش سلطانه.. أولئك في نجوم علومهم، فأحوالهم صحو في صحو، وهؤلاء في شموس معارفهم : فأوقاتهم محو في محو.. فشتان ما هما!! قوله جل ذكره :
[سورة القيامة (٧٥) : الآيات ٤ الى ١]
أي : أقسم بيوم القيامة «وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» أي : أقسم بالنفس اللّوّامة، وهي النّفس التي تلوم صاحبها، وتعرف نقصان حالها.
ويقال : غدا.. كلّ نفس تلوم نفسها : إمّا على كفرها، وإمّا على تقصيرها - وعلى هذا فالقسم يكون بإضمار «الرّب» أي : أقسم بربّ النفس اللوامة. وليس للوم النّفس في القيامة خطر - وإن حمل على الكلّ «١» ولكنّ الفائدة فيه بيان أنّ كلّ النفوس غدا - ستكون على هذه الجملة. وجواب القسم قوله : بلى...
قوله جل ذكره :«أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ؟» أ يظن أنّا لن نبعثه بعد موته؟
«بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ» «قادِرِينَ» نصب على الحال أي بلى، نسوى بنانه في الوقت قادرين، ونقدر أي نجعل
(١) هكذا في م وهي الصواب أما في ص فهى (الاكل) وهي خطأ قطعا.