ج ١، ص : ٢
الجزء الأول
سورة الفاتحة
مكيّة وهي سبع آيات خمسة وعشرون كلمة مائة وثلثة وعشرون حرفا ربّ يسّر وتمّم بالخير

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

فاتحة الكتاب وأم القرآن سميت بهما لانها اصل القرآن منها يبدا - وهى السبع المثاني لانها سبع آيات بالاتفاق وتثنى في الصلاة وقيل أنزلت مرتين - بمكة والمدينة - والأصح انها مكية قبل سورة حجر - روى ابن جرير عن أبى هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال هى أم القرآن وهى فاتحة الكتاب وهى السبع المثاني انتهى - وهى سورة الكنز روى إسحاق بن راهويه عن على رضى اللّه عنه قال حدثنا نبى اللّه صلى اللّه عليه وسلم انها أنزلت من كنز تحت العرش - وهى سورة الشفاء لما سنذكر في الفضائل انها شفاء من كل داء
بِسْمِ أسقطت الالف لكثرة استعمالها وطولت الباء عوضا - قال البغوي قال عمر بن عبد العزيز طولوا الباء واظهر والسين ودور والميم تعظيما لكتاب اللّه عز وجل - والاسم مشتق من السمو دون الوسم بدلالة سمى وسميت والمراد به المسمى أو الاسم نفسه - والباء للمصاحبة أو الاستعانة أو التبرك - والاستعانة يكون بذكر اللّه متعلق بمقدر بعدها لما في قوله تعالى بسم اللّه مجريها - وليتحقق الابتداء بالتسمية تحقيقا - روى عبد القادر الرهاوي في الأربعين عن أبى هريرة عنه صلى اللّه عليه وسلم كل امر ذى بال لم يبدأ فيه ببسم اللّه الرحمن الرحيم اقطع - يعنى بسم اللّه اقرأ اللَّهِ قيل جامد - والحق انه مشتق « ١ » من اللّه بمعنى المعبود حذفت الهمزة وعوضت عنها الالف واللام لزوما ومن أجل
_________
(١) الاولى ان يقال مأخوذ من اللّه بمعنى المعبود فان الحذف والتعويض لا يسمى اشتقاقا في عرفهم - منه رحمه اللّه - الخطبة من الناشر


الصفحة التالية
Icon