ج ٦، ص : ٨٢
سورة مريم عليها السّلام
مكيّة وهى ثمان وتسعون اية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ربّ يسر وتمم بالخير.
كهيعص (١) قرأ أبو بكر والكسائي بامالة فتحة الهاء والياء وابن كثير وحفص بفتحهما وابن عامر وحمزة بفتح الهاء وامالة الياء ونافع بامالة الفاء والياء بين بين.
ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ يظهر قال لفظة صاد عند الذال من ذكر نافع وعاصم والباقون يدغمونها ذكر خير لما قبله ان كان المراد به السورة أو القرآن فانه مشتمل عليه أو خبر مبتداء محذوف أى هذا المتلوّ ذكر رحمت ربّك أو مبتدا حذف خبره أى فيما يتلى عليك ذكر رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ مفعول للرحمة أو الذكر على ان الرحمة فاعله على الاتساع كقولك ذكرنى جود زيد زَكَرِيَّا (٢) بدل منه أو عطف بيان قرأ حمزة والكسائي وحفص بالقصر والباقون بالمد.
إِذْ نادى الظرف متعلق بالرحمة أو بالذكر يعنى دعا رَبَّهُ فى مجرابه نِداءً خَفِيًّا (٣) أى سرّا في جوف الليل لأن الذكر والدعاء سرا اكثر إخلاصا والإخفاء سنة الدعا وثم فسر النداء بقوله.
قالَ رَبِّ أى يا ربى حذف حرف النداء والمضاف إليه اختصارا إِنِّي وَهَنَ أى ضعف ورق الْعَظْمُ مِنِّي أسند الوهن إلى العظم لأنه دعامة البدن واصل بنائه أو لأنه أصلب أعضاء البدن فإذا وهن كان ما وراؤه اوهن - وتوحيده بارادة الجنس وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً شبّه الشيب بالنار لبياضه وانتشاره في الشعر باشتعالها وأسند الاشتعال إلى الراس وجعل الشيبا تمييزا مبالغة واشارة إلى استيعاب الشيب جميع الراس واكتفى


الصفحة التالية
Icon