ج ٧، ص : ٢١٨
سورة الرّوم
مكيّة وهى ستون اية رب يسّر وتمّم بالخير

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب وأخرج ابن جرير نحوه عن عكرمة ويحيى بن يعمر وقتادة قال ابن شهاب بلغنا ان المشركين كانوا يجادلون المسلمين وهم بمكة قبل ان يخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيقولون تشهدون « اى الروم - أبو محمد » انهم أهل الكتاب وقد غلبتهم المجوس وانكم تزعمون ستغلبوننا بالكتاب الذي انزل على نبيكم فكيف غلبت المجوس الروم وهم أهل الكتاب فستغلبكم كما غلبت فارس الروم « ١ ».
الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ أى ادنى ارض العرب منهم لانها الأرض المعهودة عندهم أو فى ادنى ارضهم من العرب واللام بدل من الاضافة قال عكرمة هى أذرعات وكسكر وقال مجاهد ارض الجزيرة وقال مجاهد « ٢ » الأردن وفلسطين وَهُمْ أى الروم مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ مصدر مبنى للمفعول أى من
_________
(١) أخرج الترمذي والحاكم وصححه عن ابن عباس فى هذه الآية انه قال كان المشركون يحبون ان يظهر فارس على الروم لانهم كانوا اصحاب أوثان - وكان المسلمون يحبون ان يظهر الروم على فارس لانهم كانوا اصحاب كتاب فلمّا غلبت الروم ذكروه لابى بكر فذكره أبو بكر لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال رسول اللّه ﷺ امام انهم سيغلبون فذكره أبو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا فان ظهرنا كان لنا كذا وان ظهرتم كان لكم كذا وكذا وكذا فجعلا بينهم خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال الا جعلته (أراه قال) دون العشرة فظهرت الروم بعد ذلك فذلك قوله الم غُلِبَتِ الرُّومُ - قال سفيان سمعت انهم ظهروا عليهم يوم بدر - ولهذا الحديث طرق متعددة مستفيضة عن ابن مسعود والبراء بن عازب وينار بن مكرم الأسلمي ١٢ منه نور اللّه مضجعه -
(٢) هكذا فى الأصل لعلهم نقلوا عن مجاهد قولين أو صدر هذا من سبق قلم - أبو محمد عفا اللّه عنه -


الصفحة التالية
Icon