ج ٨، ص : ٣٦٧
سورة الدّخان
مكّيّة وهى تسع وخمسون اية ربّ يسّر وتمّم بالخير
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) المظهر للحلال والحرام أى القرآن والواو للعطف ان كان حم مقسما به والا فللقسم والجواب قوله.إِنَّا أَنْزَلْناهُ يعنى القرآن فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ لما فيها نزول القرآن السبب للمنافع الدينية والدنيوية وفيها نزول الملائكة والرحمة واجابة الدعاء وهى ليلة القدر كذا قال قتادة وابن زيد قالا انزل اللّه القرآن فى ليلة القدر من أم الكتاب إلى السماء الدنيا ثم نزل به جبرئيل عليه السلام على النبي صلى اللّه عليه وسلم نجوما فى عشرين سنة - وما قيل انها ليلة النصف من شعبان فليس بشئ لقوله تعالى شهر رمضان الّذى انزل فيه القرآن وقوله تعالى إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وما روى عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عن جده عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انه قال ينزل اللّه جلّ ثناؤه ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس الا إنسانا فى قلبه شحناء أو مشركا باللّه - رواه البغوي لا يدل على نزول القرآن فى تلك الليلة إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) الناس عن عذاب اللّه فى القرآن جملة مستأنفة أو بدل اشتمال من قوله انّا أنزلناه -.
فِيها يُفْرَقُ أى يفعل أو يقضى كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أى محكم أو متلبس بالحكمة أو اسناده مجازى يعنى حكيم صاحبه جملة مستأنفة أو صفة ثانية لليلة وفيه تنبيه على ان