ج ٩، ص : ١٣٥
سورة القمر
مكيّة وهى خمس وخمسون اية وثلث ركوعات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
روى البغوي عن أنس بن مالك ان أهل مكة سالوا رسول اللّه ـ ﷺ ـ ان يراهم اية فاراهم القمر شقتين حتى راى حراء بينهما وكذا أخرج الشيخان فى الصحيحين وقال البغوي قال شيبان عن قتادة فاراهم انشقاق القمر مرتين كذا أخرج الترمذي بلفظ فانشق القمر بمكة مرتين فنزلت اقتربت الساعة والشق القمر إلى قوله سحر مستمر وأخرج الشيخان والحاكم واللفظ له عن ابن مسعود قال رايت القمر منشقا شقتين بمكة قبل مخرج النبي ـ ﷺ ـ فقالوا سحر القمر فنزلت اقتربت الساعة وانشق القمر وكذا أخرج البغوي من طرق البخاري بلفظ انشق القمر على عهد رسول اللّه ـ ﷺ ـ فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول اللّه ـ ﷺ ـ اشهدوا قال البغوي وقال أبو الضحى عن مسروق عن عبد اللّه انشق القمر بمكة وقال انشق القمر ثم التأم بعد ذلك وروى أبو الضحى عن مسروق عن عبد اللّه قال انشق القمر على عهد رسول اللّه ـ ﷺ ـ فقال سحركم ابن أبى كبشة فاسالوا السفار فسألوهم فقالوا نعم قد رايناه فانزل اللّه تعالىاقْتَرَبَتِ أى دنت السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ يعنى قد حصل من آيات اقترابها انشقاق القمر.
وَإِنْ يَرَوْا يعنى الكفار آيَةً معجزة دالة على صدق النبي ـ ﷺ ـ يُعْرِضُوا عن التأمل والايمان وَيَقُولُوا هذا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ أى ذاهب سوف يذهب ويبطل من قولهم مر الشيء واستمر بمعنى ذهب كقولهم قر واستقر كذا قال مجاهد وقتادة وقال أبو العالية والضحاك مستمر بمعنى قوى شديد يعلو كل سحر من قولهم مر الحبل إذا صلب واشتدوا مررته إذا أحكمت قتله واستمر الشيء إذا قوى واستحكم وقيل معناه سحر مطرد يوجد متتابعا كثيرا وقيل معناه مستبثع من استمر إذا اشتد مرارته والجملة الشرطية معترضة لبيان عادة الكفار وقوله تعالى.
وَكَذَّبُوا عطف على انشق يعنى كذبوا النبي ـ ﷺ ـ والقران وما عاينوا من قدرة اللّه تعالى وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ ولم يتبعوا الوحى بعد ظهوره ذكرهما بلفظ الماضي للاشعار بانهما من عادتهم القديمة وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ أى منبة؟؟؟ أى غاية من خذلان أو نصر فى الدنيا وسعادة أو شقاوة فى الاخرة فان الشيء إذا انتهى إلى غايت ثبت واستقر وكذا قال مقاتل لكل حديث منتهى وقيل معناه كل امر مقدر مستقر يعنى كاين واقع لا محالة وكل امر وعد اللّه واقع كاين