ج ١٠، ص : ٢٤٩
سورة الغاشية
مكيّة وهى ست وعشرون اية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هَلْ أَتاكَ استفهام تقرير أى قد اتيك حَدِيثُ الْغاشِيَةِ أى الساعة التي تغشى كل شىء بالشدائد والأهوال وقيل المراد بالغاشية النار قال اللّه تعالى وتغشى وجوههم النار لكن تعقيبها بذكر الكفار والمؤمنين بقوله وجوه يومئذ يدل على صحة التأويل الاول.وُجُوهٌ تنوينه للتكثير أو عوض عن المضاف إليه أى وجوه كثيرة أو وجوه الكفار فصح جعلها مبتداء لأنه مخصصة أو فى قوة المعرفة والمراد بها اصحاب وجوه حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وأعرب باعرابه واجرى عليه من الاخبار ما كانت جارية على المضاف يَوْمَئِذٍ متعلق بغاشية أى يوم إذا كانت الغاشية وجوه خاشِعَةٌ ذليلة من الحزن والهوان.
عامِلَةٌ ناصِبَةٌ يعنى فى النار والنصب التعب قال الحسن لم تعمل للّه فى الدنيا فاعملها وأنصبها فى النار بمعالجة السلاسل والاغلال وبه قال قتادة وهو رواية العوفى عن ابن عباس قال ابن مسعود يخوض فى النار كما يخوض الإبل فى الوحل وقال الكلبي يجرون على وجوههم فى النار وقال الضحاك يرتقى جبلا من حديد فى النار وقيل معناه الذين عملوا ونصبوا فى الدنيا على غير دين حق من عبده الأوثان وكفار أهل الكتاب مثل الرهبان وغيرهم لا يقبل اللّه منهم اجتهادا فى ضلالته يدخلون النار يوم القيامة وهو قول سعيد بن جبير وزيد بن اسلم رواه عطاء عن ابن عباس وقال عكرمة والسدى عاملة فى الدنيا بالمعاصي ناصبة فى الاخرة فى النار.
تَصْلى قرأ أبو عمرو أبو بكر تصلى بضم التاء والباقون بفتح التاء ناراً حامِيَةً قال ابن عباس قد حميت فهى تتلظى على اعداء اللّه.
تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ط أخرج ابن أبى حاتم عن السدى انه قال يعنى ما انتهى حرها فلا يكون فوقه حروا خرج البيهقي عن الحسن انه قال كانت العرب يقول للشئ إذا انتهى حره حتى لا يكون شيئا أحر منه قد انى حره فقال اللّه سبحانه من عين آنية يقال قد أوقدت عليها فى جهنم منذ خلقت يانى حرها قال المفسرون