ج ١٠، ص : ٢٩٠
سورة الانشراح
مكية وهى ثمان آيات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ هذه الجملة وما بعدها على ما روى البغوي عن ابن عباس متصل بقوله تعالى الم يجدك يتيما فاوى إلى قوله تعالى فاغنى فان صح تلك الرواية فذلك والا فالظاهر ان هذه السورة أيضا نازلة فى مثل تلك الحالة بعد سوال من النبي صلى اللّه عليه وسلم محققا أو مقدرا ومعنى الآية على مثل ما سبق شرحنا لك صدرك حتى اتسع فى صدرك من العلوم الحقة والمعارف الدينية المبصرة بنور اللّه تعالى ما لا سبيل إليها لعقل العقلاء واجمع فيه التوجه إلى اللّه تعالى والحضور التام مع التوجه إلى الخلق لاجل الدعوة فى مرتبة النزول فليس لك فى حالة النزول انقطاعا عن اللّه تعالى فى الحقيقة حتى تغتم به وشرح الصدر قد وقع للنبى صلى اللّه عليه وسلم فى مرتبة العيان مرتين مرة فى صباه كما روى مسلم عن أنس ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أتاه جبرئيل وهو يلعب فى الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله فى طشت من ماء الزمزم ثم لأمه وإعادة فى مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى امه أى ظئره فقالوا ان محمدا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون قال أنس فكنت ارى اثر المخيط فى صدره ومرة ثانية ليلة المعراج كما فى الصحيحين عن أنس قال كان أبو ذر يحدث ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال ذكر أيضا قصة المعراج وفيه فنزل جبرئيل ففرج صدرى ثم غسله بماء الزمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلى حكمة وايمانا فافرغه فى صدرى ثم اطبقه وفى رواية فى الصحيحين عن أنس عن مالك بن صعصعة ان نبى اللّه حدثهم فشق ما بين هذه إلى هذه يعنى من ثغرة نحره إلى شعرته فاستخرج قلبى ثم أتيت بطست من ذهب مملو ايمانا فغسل قلبى ثم حشى ثم أعيد وفى رواية ثم غسل البطن بماء زمزم ثم ملى ايمانا وحكمة الحديث


الصفحة التالية
Icon