سورة الْمُزَّمِّلُ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
* * *قوله جلَّ وعزَّ: (أَشَدُّ وَطْئًا).
قرأ أبو عمرو وابن عامر (أَشَدُّ وِطَاءً) بكسر الواو، وفتح الطاء، والمد
وقرأ الباقون (أَشَدُّ وَطْئًا) بفتح الواو، وسكون الطاء، والهمزة.
قال أبو منصور: من قرأ (أَشَدُّ وِطَاءً) فمعناه: أشد مُواطئة أي:
موافقة لقلة السمع، أراد: أن القراءة بالليل يتواطؤ فيها قلب المصلي ولسانه
وسمعه تفهما وأداء ما لا يتواطؤ عليه بالنهار.
وكان أبو الهيثم يختار (وِطَاء)
يقال: واطأني فلان على الأمر، إذا وافقنى.
أراد: أن القلب لا يشتغل بغير ما اشتغل به السمع هدا واطأ ذاك، وذلك واطأ هذا.
وإذا اشتغل القلب بالفكر وجرى اللسان بالقراءة حذف الخطأ والإرتاج.
ومن قرأ (أَشَدُّ وَطْئًا) فمعناه أبلغ في القيام، وأبين في القول وجائز أن
يكون المراد في (أَشَدُّ وَطْئًا) : أغلظ على الإنسان من القيام بالنهار؛ لأن