﴿لن تمسنا النَّار إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة قل أتخذتم عِنْد الله عهدا فَلَنْ يخلف الله عَهده أم تَقولُونَ على الله مَا لَا تعلمُونَ (٨٠) بلَى من كسب سَيِّئَة وأحاطت﴾ معنى قَوْله: ﴿مِمَّا كتبت أَيْديهم﴾ والكتب لَا يكون إِلَّا بِالْيَدِ؟ قيل: ذكره مُبَالغَة فِي التَّحْقِيق. وَقيل: مَعْنَاهُ أَنهم كتبُوا بِأَنْفسِهِم اختراعا.
﴿وويل لَهُم مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ من الْمعاصِي.
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَقَالُوا لن تمسنا النَّار إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة﴾ اخْتلفُوا فِيهِ، مِنْهُم من قَالَ: أَرَادوا بِهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عدد مَا عَبدنَا الْعجل.
وَمِنْهُم من قَالَ: سَبْعَة أَيَّام. لِأَن مِقْدَار زمَان الْعَالم سَبْعَة آلَاف سنة فَقَالُوا: نعذب بِكُل ألف سنة يَوْمًا.
وَقيل: إِنَّهُم قَالُوا: سمعنَا أنبياءنا أَنهم قَالُوا: مَا بَين طرفِي جَهَنَّم مسيرَة أَرْبَعِينَ سنة فَنحْن نقطع فِي كل يَوْم مسيرَة سنة فَتبقى مسيرَة جَهَنَّم فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وننجو مِنْهَا.
﴿قل أتخذتم عِنْد الله عهدا فَلَنْ يخلف الله عَهده﴾ مَعْنَاهُ: أَنِّي لكم بِهَذَا؛ قَول من الله؟ فَلَا يُخَالف قَوْله. قَوْله: ﴿أم تَقولُونَ على الله مَالا تعلمُونَ﴾.
قَوْله تَعَالَى: ﴿بلَى من كسب سَيِّئَة﴾ " بلَى " تذكر فِي جَوَاب النَّفْي. " وَنعم " تذكر فِي جَوَاب الْإِيجَاب. قَالَ الله تَعَالَى: ﴿أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى﴾.
وَقَالَ: ﴿ألم يأتكم رسل مِنْكُم يَتلون عَلَيْكُم آيَات ربكُم وينذرونكم لِقَاء يومكم هَذَا قَالُوا بلَى﴾. وَقَالَ: ﴿فَهَل وجدْتُم مَا وعد ربكُم حَقًا قَالُوا نعم﴾. ﴿بلَى من كسب سَيِّئَة﴾ السَّيئَة: الشّرك. ﴿وأحاطت بِهِ خطيئته﴾ أَي: مَاتَ على الشّرك.
وَقيل: أَرَادَ بِالسَّيِّئَةِ: الْكَبِيرَة. ﴿وأحاطت بِهِ خطيئته﴾ أَي: أصر عَلَيْهَا، وَمَات