﴿الْأُخْرَى وَلَا يأب الشُّهَدَاء إِذا مَا دعوا وَلَا تسأموا أَن تكتبوه صَغِيرا أَو كَبِيرا إِلَى أَجله ذَلِكُم أقسط عِنْد الله وأقوم للشَّهَادَة وَأدنى أَلا ترتابوا إِلَّا أَن تكون تِجَارَة حَاضِرَة﴾
وَقَرَأَ حَمْزَة: " إِن تضل فَتذكر إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى " على الشَّرْط.
قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة: فَتذكر إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى، مَعْنَاهُ: تجْعَل إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى ذكرا، أَي: يقومان مقَام الذّكر، وَالْأول أصح.
﴿وَلَا يأب الشُّهَدَاء إِذا مَا دعوا﴾ قيل: أَرَادَ بِهِ: إِذا مَا دعوا للتحمل، وَإِنَّمَا سماهم شُهَدَاء على معنى أَنهم يَكُونُوا شُهَدَاء. وَقيل: هُوَ الدُّعَاء إِلَى الشَّهَادَة.
﴿وَلَا تسأموا﴾ أَي: لَا تملوا ﴿أَن تكتبوه صَغِيرا أَو كَبِيرا إِلَى أَجله﴾ يعْنى: الَّذِي قل أَو كثر.
﴿ذَلِكُم أقسط عِنْد الله﴾ أعدل عِنْد الله ﴿وأقوم للشَّهَادَة﴾ لِأَن الكتبة تذكر الشُّهُود.
﴿وَأدنى أَلا ترتابوا﴾ أَي: أَن لَا تَشكوا ﴿إِلَّا أَن تكون تِجَارَة حَاضِرَة﴾ قَرَأَ: بِضَم التَّاء على اسْم كَانَ، وَقَرَأَ بِفَتْح التَّاء، يَعْنِي: إِلَّا أَن تكون التِّجَارَة تِجَارَة حَاضِرَة، وَمثله قَول الشَّاعِر:
(فدى لبني ذهل بن شَيبَان نَاقَتي | إِذا كَانَ يَوْمًا ذَا كواكب أشهبا) |
﴿تديرونها بَيْنكُم﴾ يَعْنِي: إِذا كَانَت التِّجَارَة يدا بيد.