سورة سبأ
* ﴿ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾
(١٢/٦٢)
بسم الله الرحمن الرحيم قوله: ﴿الَّذِي لَهُ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ تابعاً، وأنْ يكونَ مقطوعاً نصباً أو رفعاً على المدحِ فيهما. و﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾ يجوز أن يكونَ فاعلاً به "له" وهو الأحسنُ، وأَنْ يكونَ مبتدأ.
قوله: "في الآخرةِ" يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بنفس الحمد، وأَنْ يتعلَّقَ بما تعلَّقَ به خبرُه. "وهو الحكيمُ" يجوزُ أَنْ يكونَ معترضاً إذا أَعْرَبْنا "يَعْلَمُ" حالاً مؤكدةً مِنْ ضمير الباري تعالى، ويجوزُ أَنْ يكونَ "يَعْلَمُ" مستأنفاً، وأَنْ يكونَ حالاً من الضمير في "الخبير".
* ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ﴾
قوله: ﴿وَمَا يَنزِلُ﴾: العامَّةُ على "يَنْزِلُ" مفتوحَ الياءِ، مخففَ الزاي مُسنَداً إلى ضميرِ "ما". وعلي رضي الله عنه والسلمي بضمِّها وتشديد الزاي أي الله تعالى.
* ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾
قوله: ﴿بَلَى﴾: جوابٌ لقولِهم "لا تَأْتينا" وما بعده قسمٌ على ذلك. وقرأ العامَّةُ "لَتَأْتِيَنَّكم" بالتأنيث. وطلق بالياء فقيل: أي: البعثُ. وقيل: هي على معنى الساعة، أي: اليوم. قاله الزمخشري. ورَدَّه الشيخ بأنه ضرورةٌ، كقوله:
٣٧١٠-............................ * ولا أَرْضَ أبْقَلَ إبْقالَها
وليس مثلَه. وقيل: أي الله بمعنى أمْرُه. ويجوز على قياسِ هذا الوجهِ أَنْ يكونَ "عالمُ" فاعلاً لـ "يَأْتَيَنَّكم" في قراءةِ مَنْ رفعه.
(١٢/٦٣)
---