سورة الدخان
* ﴿ إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴾
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله: ﴿إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ﴾: يجوزُ أن يكونَ جوابَ القسمِ، وأَنْ يكونَ اعتراضاً، والجوابُ قولُه: ﴿إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾، واختاره ابنُ عطية. وقيل: "إنَّا كُنَّا" مستأنفٌ، أو جوابٌ ثانٍ مِنْ غيرِ عاطِفٍ.* ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾
(١٣/٤٨)
قوله: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ﴾: يجوزُ أَنْ تكونَ مُسْتَأْنَفَةً، وأَنْ تكونَ صفةً لـ "ليلة" وما بينهما اعتراضٌ. قال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: إنَّا كُنَّا مُنْذِرين، فيها يُفْرَقُ، ما موقعُ هاتين الجملتين؟ قلت: هما جملتان مستأنفتان مَلْفوفتان، فَسَّر بهما جوابَ القسمِ الذي هو "أَنْزَلْناه" كأنه قيل: أَنْزَلْناه؛ لأنَّ مِنْ شَأْنِنا الإِنذارَ والتحذيرَ، وكان أنزالُنا إياه في هذه الليلةِ خصوصاً؛ لأنَّ إنزالَ القرآنِ مِنَ الأمورِ الحكيمةِ، وهذه الليلةُ يُفْرَقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيم". قلت: وهذا مِنْ محاسِنِ هذا الرجلِ.
وقرأ الحسن والأعرج والأعمش "يَفْرُقُ" بفتح الياء وضمِّ الراءِ، "كلَّ" بالنصب أي: يَفْرُقُ اللَّهُ كلَّ أَمْرٍ. وزيد بن علي "نَفْرِقُ" بنونِ العظمةِ، "كلَّ" بالنصبِ، كذا نقله الزمخشريُّ، ونَقَلَ عنه الأهوازي "يَفْرِق" بفتح الياء وكسرِ الراء، "كلَّ" بالنصب، "حكيمٌ" بالرفع على أنه فاعل "يَفْرِق"، وعن الحسن والأعمش أيضاً "يُفَرَّقُ" كالعامَّةِ، إلاَّ أنه بالتشديد.
* ﴿ أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾
(١٣/٤٩)
---