سورة الطور
* ﴿ وَالطُّورِ ﴾
قوله: ﴿وَالطُّورِ﴾: وما بعدَه أقسامٌ جوابُها: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ﴾ والواواتُ التي بعد الأولى عواطفُ لا حروفُ قسم لِما قَدَّمْتُه في أولِ هذا الموضوعِ عن الخليل. ونَكَّار الكتاب تفخيماً وتعظيماً.
* ﴿ فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ ﴾
(١٣/١٩٠)
قوله: ﴿فِي رَقٍّ﴾: يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بِمَسْطُور أي: مكتوبٍ في رَق. وجَوَّز أبو البقاء أَنْ يكونَ نعتاً آخرَ لـ"كتابٍ" وفيه نظرٌ؛ لأنه يُشبه تهيئةَ العاملِ للعملِ وقَطْعَه عنه. والرَقُّ بالفتحَ: الجِلْدُ الرقيقُ يُكتب فيه. وقال الراغب: "الرَّقُّ ما يُكتب فيه شِبْهُ كاغَدا". انتهى. فهو أعمُّ مِنْ كونِه جِلْداً وغيرَه. ويقال فيه "رِقٌّ" بالكسر، فأمَّا المِلْكُ للعبيد فلا يُقال إلاَّ "رِقٌّ" بالكسر. وقال الزمخشري: "والرَّقُّ: الصحيفةُ. وقيل: الجِلْدُ الذي تُكتب فيه [الأعمال]". انتهى. وقد غَلَّط بعضُهم مَنْ يقول: كتبْتُ في الرِّق بالكسر، وليس بغلطٍ لثبوتِه لغةً بالكسر. وقد قرأ أبو السَّمَّال "في رِقّ" بالكسر.
* ﴿ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴾
قوله: ﴿الْمَسْجُورِ﴾: قيل: هو من الأضدادِ. ويقال: بحر مَسْجور أي: مملوء، وبحرٌ مَسْجور أي: فارغٌ. ورَوى ذو الرمة الشاعرُ عن ابنِ عباس أنه قال: خرَجَتْ أمَةٌ لتستقيَ فقالت: إن الحوضَ مَسْجور، أي فارغ. ويؤيِّد هذا أنَّ البحارَ يذهبُ ماؤُها يومَ القيامة. وقيل: المسجورُ المَمْسوك، ومنه ساجورُ الكلب لأنه يَمْسِكُه ويَحْبسه.
* ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴾
وقرأ زيدُ بن علي ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ﴾ بغيرِ لامٍ.
* ﴿ مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ ﴾
قوله: ﴿مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ﴾: يجوزَ أَنْ تكونَ الجملةُ خبراً ثانياً، وأَنْ تكونَ صفةً لـ"واقعٌ" أي: واقعٌ غيرُ مدفوعٍ، قاله أبو البقاء. و "مِنْ دافِع" يجوزُ أَنْ يكونَ فاعلاً، وأَنْ يكونَ مبتدأً، و "مِنْ" مزيدةٌ على الوجهين.
* ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْراً ﴾
(١٣/١٩١)
---