سورة القمر
* ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ﴾
قوله: ﴿وَانشَقَّ الْقَمَرُ﴾: هذا ماضٍ على حقيقتِه وهو قولُ عامَّةِ المسلمين، إلاَّ مَنْ لا يُلْتَفَتُ إلى قولِه، وقد صَحَّ في الأخبار أنه انشقَّ على عهدِ رسولِ الله ﷺ مرَّتين. وقيل: انشَقَّ بمعنى: سينشَقُّ يومَ القيامةِ، فأوقع الماضيَ موضع المستقبلِ لتحقُّقِه، وهو خلافُ الإِجماع. وقيل: انشَقَّ بمعنى انْفَلَقَ عنه الظلامُ عند طلوعِه، كما يُسَمَّى الصبحُ فَلَقاً. وأنشد للنابغة:
٤١٤٥ - فلمَّا أَدْبَرُوا ولهُم دَوِيٌّ * دعانا عند شَقِّ الصُّبْحِ داعي
وإنما ذَكَرْتُ لك تنبيهاً على ضَعْفِه وفسادِه.
* ﴿ وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ﴾
قوله: ﴿مُّسْتَمِرٌّ﴾ فيه أقوالٌ، أحدها: أنَّ معناه: دائمٌ مُطَّرِدٌ. وكلُّ شيءٍ قد انقادَتْ طريقتُه ودامَتْ حالُه قيل فيه: استمرَّ. قاله الزمخشري. ومِنْه قولُه:
٤١٤٦ - ألا إنهما الدنيا ليلاٍ وأَعْصُرٌ * وليسَ على شيءٍ قويمٍ بمُسْتَمِرّ
أي: بدائم باقٍ: الثاني: أنَّ معناه: مُوَثَّقٌ مُحْكَمٌ مِنْ قولِهم: أَمَرَّ الحبلَ، أي: أَحْكَمَ فَتْلَه. قال:
٤١٤٧ - حتى اسْتَمَرَّتْ على شَزْرٍ مَريرتُه * صِدْقُ العزيمةِ لا رثَّاً ولا ضَرَعا
(١٣/٢٣٤)
---